من الناحية السياسية:
اقليم كوردستان العراق يتالف من ذلك الجزء من كوردستان الواقع في حدود دولة العراق الذي تكون بعد الحرب العالمية الاولى، وهو اقليم انساني وتسكنه اغلبية كوردية، ولكنه متعدد القوميات والاديان وهذا مايميزه عن باقي مناطق العراق وهذا الجزء من كوردستان يعرف باسم كوردستان الجنوبية، ومن الناحية الدستورية والقانونية يسمى بـ (اقليم كوردستان) وكذلك يعرف كاقليم فيدرالي في دستور العراق الجديد.
رئيس اقليم كوردستان (الرئيس مسعود بارزاني) ورئيس التشكيلة السابعة لحكومة اقليم كوردستان (نيجيرفان بارزاني) ورئيس البرلمان (د.أرسلان بايز).
من الناحية القانونية والادارية بعد انتخابات عام 1991 تم انتخاب برلمان اقليم كوردستان بمشاركة جميع المكونات القومية والدينية (كورد- تركمان-أشور كلدان-الايزيدية –الكاكايين- المسيحين والاسلام). في نهاية شهر نيسان تم تاسيس التشكيلة السابعة لحكومة اقليم كوردستان. وتم انتخاب رئيس اقليم كوردستان قبل مواطني الاقليم بشكل مباشر.
هذا الجزء من كوردستان لديه علاقات صداقة مع باقي اجزاء كوردستان. عاصمة اقليم كوردستان هي (اربيل).
من الناحية التاريخية:
لقد حُكم اقليم كوردستان قديما من قبل امارات السوران، والبابان، والبادينان وأردلان بحكم مستقل ولفترة مؤقتة. وبسبب بعض الاسباب السياسية والاجتماعية والجغرافية زالت هذه الامارات.
في كانون الثاني سنة 1918 طلب الشيخ محمود الحفيد من الانكليز مساندته لاقامة حكومة كوردستان الجنوبية، وتم الاعلان عن تشكيل حكومة كوردستان الجنوبية من عام 1919 الى عام 1922 ثم زالت بعد ذالك.
في سنة 1929 طالب البارزانيون باستقلال المناطق الكوردية، الى ان وصل بهم الحد الى القيام بالثورة ضد السلطات في بغداد، وقد قام (البارزاني الخالد) من اجل تحقيق الحلم الاكبر، الا وهو اقامة دولة كوردستان، بالمشاركة في جمهورية كوردستان في مدينة مهاباد بشرق كوردستان سنة 1945، وقام بمساندة القائد قاضي محمد لانجاح واستمرار جمهورية كوردستان.
وقد استمر الى سنة 1946وبعد انهيار هذه الجمهورية توجه البارزاني الخالد برفقة عدد من البشمركة الشجعان في ملحمة بطولية تاريخية قل نظيرها، متجاوزين حدود ايران والعراق وتركيا وصولا الى نهر (اراس) وبعد عبورهم النهر وصلوا الى اراضي الاتحاد السوفيتي السابق. وبعد نجاح ثورة العراق عام 1958 عاد الى بلده واستقبل كبطل شعبي.
بعد تنصل حكومة عبد الكريم قاسم من وعده تجاه الكورد وقيام سلطات بغداد بمحاولات لاحباط فرصة الكورد، اشتعلت ثورة الكورد في شهر ايلول سنة 1961. هذه الثورة الشعبية استمرت حتى اذار عام 1970 وتعتبر أكبر ثورة مسلحة في كوردستان. وفي النتيجة استطاعت الثورة برئاسة (البارزاني الخالد) اجبار السلطة العراقية انذاك الى التوقيع على اتفاقية اذار1970 وهي المرة الاولى التي يعترف فيها بحق الكورد بالحكم الذاتي واعلن (منطقة الحكم الذاتي لكوردستان).وقد استمر هذا الوضع حتى عام 1974. وعندما قام حكام بغداد بخرق اتفاقية 11 اذار، وتجاهلوا وعودهم، وقاموا برسم حدود منطقة الحكم الذاتي بشكل فردي واستقطعوا كركوك والجزء الاكبر من المناطق الكوردية من منطقة الحكم الذاتي وبدءت الثورة مرة اخرى ولكن هذه المرة تم خيانة كوردستان والشعب الكوردي بمؤامرة دولية عن طريق توقيع اتفاقية المشؤومة المعروفة بـ (اتفاقية الجزائر). وتعرضت ثورة ايلول الى النكسة.
مرة اخرى وفي مدْة قصيرة وبعكس مؤامرات مستعمري كوردستان قامت ثورة كولان (ايار) التقدمية في 26 كانون الثاني سنة 1976 وكان حزب الديمقراطي الكوردستاني والاحزاب الكوردستانية الاخرى في نضال مستمر ولتوحيد الجهود، وكانت جهود الشهيد الخالد (ادريس بارزاني) ملحوظة من اجل عقد المصالحة الشاملة حتى تحققت المصالحة عام 1988 بقيام الجبهة الكوردستانية. وفي انتفاضة اذار عام 1991 كانت الحلقة الاخيرة لسلسلة المحتلين البعثيين في قسم من هذا الجزء من كوردستان.
الابادة الجماعية (الجينوسايد):
بدءت الحكومة العراقية سياستها ضد الكورد في فترة الحرب الايرانية - العراقية، ومن ثم نتج عنه الحرب الاهلية كأمر واقع. وقد تعرض العراق لادانة واسعة من قبل المنظمات الدولية للمجتمع المدني لما قام به من اضطهاد وعنف كاستخدام السلاح الكيماوي ضد الكورد الذي راح ضحينه اكثر من 5000 شخص من المدنيين الابرياء من الشعب الكوردي، اوحملة الانفال السيئة الصيت وما نجم عنه من مجازر جماعية منظمة ضد الكورد في فترة 29 اذار سنة 1987 حتى 23 نيسان عام 1989 الذي قام به الجيش العراقي بتوجيهات من علي حسن المجيد المعروف بـ (علي الكيماوي) واعتبر من اكبر المجازر الجماعية ضد الكورد، ان عمليات الانفال تمت على ثماني مراحل باستخدام السلاح الكيماوي على نطاق واسع، وازالة حوالي4500 قرية، وعدد اخر من المدن والبلدات، وارتكاب مجازر جماعية بحق 8 الاف بارزاني وترحيلهم وارتكاب جرائم دفن الاحياء بحق 182 امرأة ورجل وطفل. حيث تم العثورعلى الالاف من رفاتهم الطاهرة بعد تحرير العراق.
الجغرافيا:
اقليم كوردستان يتالف من كافة مناطق محافظات اربيل، السليمانية، كركوك ودهوك. البحوث التاريخية والجغرافية اتفقت على أن جبال همرين هي الحدود الفاصلة بين اقليم كوردستان والعراق، بالرغم من وجود بعض المشاكل حول الحدود الجغرافية في هذا الجزء من كوردستان ولكن حسب المصادر فان هذه الحدود تبدأ من وسط العراق في الجنوب الشرقي من بلدة بدرة في محافظة واسط وتمتد الى الشمال حتى الجسر النفطي الذي تقع في غرب من بلدة مندالي، وبمحاذاة مرتفعات همرين حتى تصل الى الفتحة وصعودا بمحاذاة نهر دجلة، وفي شمال مدينة الموصل تنحني باتجاه بلدة حضر ثم تتجه غربا باتجاه الحدود العراقية السورية شمال بلدة بعاج. تبلغ المساحة الجغرافية لاقليم كوردستان 78736 كم2 الذي يشكل اكثر من 18% من المساحة الكلية للعراق وهي تضم المحافظات والمناطق التالية:
مناخ اقليم كوردستان:
ان النسبة المثوية لحرارة شهر كانون الثاني الذي يعتبر من ابرد اشهر السنة في الاقليم يسجل مابين (1.3) درجة مئوية في محطة مصيف صلاح الدين و ( 9.9) نسبة مثوية في خانقين وبشكل عام كلما اتجهنا نحو الشمال والشمال الشرقي فان النسبة المئوية لدرجة الحرارة تنخفض لان في هذه المنطقة اي الشمال والشمال الشرقي تكون الارض مرتفعا اعلى منه في الجنوب. وان الاطراف الشمالية للاقليم تقع في تلك المنطقة التي تبتعد عن خطوط العرض والتي تؤدي بدورها الى قصر النهار في الشتاء وتقل حدة اشعة الشمس. ويتميز بنقص حدة زاوية سقوط اشعة الشمس، وطول فترة النهار ولوجود تيارات هوائية قارية جافة في فترة الصيف تعتبر من احدى العوامل الرئيسية في ارتفاع درجة حرارة صيف الاقليم. وان النسبة المئوية لدرجة الحرارة في شهر تموز الذي يعتبر من اشد الاشهر حرارة في الاقليم يسجل 30 درجة مئوية ومافوق.
يوجد هناك اختلافات كبيرة في نسبة سقوط الامطار في اقليم كوردستان وسجل المعدل الوسطي مابين 328 ملم في خانقين واكثر من 702 ملم في زاخو و 969 في رواندوز و 1008 في عقرا و 1263 في بنجوين وبشكل عام نستطيع ان نقول ان نسبة سقوط الامطار في اقليم كوردستان تزداد كلما اتجهنا نحو الشمال والشمال الشرقي ويعود السبب الى الارتفاع والانخفاض في الارض والى نسبة المنخفضات الجوية التي تمر فوق المنطقة حيث اننا كلما اتجهنا نحو الشمال تكثف من تلك المنخفضات ونستطيع ان نقسم الاقليم الى منطقتين ثانويتين من حيث هطول الامطار وهي:
ينقسم اقليم كوردستان من ناحية المناخ الى منطقتين هما:
عدد سكان اقليم كوردستان
حسب تعداد السكان لسنة 1927-1987 كان كالتالي:
يجدر الاشارة الى ان هذه الاحصاءات ليست صحيحة ودقيقة، وهناك شكوك في صحة الارقام بسبب مجموعة من الاسباب السياسية والاجتماعية ومع ذلك فانها تشير الى ان كل الاحصائيات التي جرت في العراق، سجلت تلك الارقام بشكل رسمي، وتبين ان عدد سكان اقليم كوردستان كما توضح الارقام السابقة، ازدادت الى نسبة 3 مليون و773 الف في القرن الاخير، بمعنى اخر ان عدد سكان اقليم كوردستان بلغ 4ملايين و387 الف نسمة في الفترة بين 1927-1987 يتبين ان نسبة الزيادة السنوية كانت 3.8%.
في الوقت نفسه يجب ان لا ننسى بانه نتيجة لسياسات الانظمة المحتلة لكورستان، فقد تعرضت ديموغرافية ومكونات وثقافات اقليم كوردستان الى الابادة الجماعية. حسب المعلومات فان المساحة الفعلية التي تخضع لسلطة حكومة اقليم كوردستان تبلغ فقط 35891 كلم، وهناك مساحة 51226 كلم هي مناطق كوردية مستقطعة، اي ان نسبة 95% من اقليم كوردستان هي خارج سلطة (اقليم كوردستان). وحسب المعلومات هناك اربعة محافظات وعشرين قضاء واربعة وسبعين ناحية من اقليم كوردستان واقعة في المناطق المستقطعة وهي تبلغ نسبة 53%.
الاقتصاد
يعتمد الاقتصاد في اقليم كوردستان على دخل النفط والزراعة والسياحة. بسبب الاستقرارفي اقليم كوردستان، من الناحية الاقتصادية مقارنة بالمناطق الاخرى في العراق فهي اكثر تقدماً. قبل سقوط نظام صدام حسين، كانت حكومة اقليم كوردستان تتلقى نسبة 13% من عائدات برنامج النفط مقابل الغذاء. الامن الغذائي في اقليم كوردستان ادى الى ان يصرف معظم واردات الاقليم في مشاريع التنمية. مع انتهاء هذا البرنامح في نهاية عام 2003 وفّر حكومة الاقليم اربع مليارات دولار من واردات برنامج النفط مقابل الغذاء دون ان يصرف.
بعد سقوط نظام صدام حسين، وانتشار سلسلة اعمال العنف التي اعقبتها، كانت ثلاث محافطات تابعة لسلطة حكومة اقليم كوردستان وهي المحافظات العراقية الوحيدة التي وصفها الجيش الامريكي (بالآمنة).
في عام 2006 تم حفر اول بئر للنفط بعد تحرير العراق في اقليم كوردستان، التي تم حفرها من قبل شركة نرويجية للطاقة باسم (دي.ان.او)، وتبين ان الحقل النفطي يحتفظ بمخزون 100 مليون برميل نفط، وفي بدايات عام 2007 تم استخراج 5000 برميل نفط يوميا. ان استقرار اقليم كوردستان اصبح سببا لينتقل التطور الاقتصادي الى الاجزاء الاخرى من العراق. في بداية 2004 ازداد معدل دخل الفرد في اقليم كوردستان مقارنة بالمناطق الاخرى في العراق بنسبة 25%. هناك مطار دولي في كل من اربيل والسليمانية يربط اقليم كوردستان بدول الشرق الاوسط واوروبا برحلات جوية.
بعد عملية تحرير العراق ومباشرة نيجرفان بارزاني عمله كرئيس مجلس الوزراء في حكومة اقليم كوردستان بدءت عملية الانفتاح، والتوسع الاقتصادي، والتجاري، والبناء والاعمار، الى جانب خلق الثقة لاصحاب رؤوس الاموال الكوردستانيين، والآن فان كوردستان ليست منطقة مستقرة ومزدهرة فحسب، بل لها مكانة سياسية ملحوظة، وقد تم فتح قنصليات لكل من الولايات المتحدة الامريكية والعديد من الدول الاوربية والعربية، وهناك المئات من شركات البناء والاعمار تقوم بالاستثمار في اقليم كوردستان.
ان كل شعوب هذه المعمورة، التي تتمتع بالاستقلال، او بشكل من اشكال الفيدرالية، لديها علمها الخاص، وعلم كوردستان ايضا هو علم كوردستان الفيدرالي مرفوع على كل المناطق التي تخضع لسلطة اقليم كوردستان، وكل المؤسسات الهيئات الرسمية.
يتالف علم كوردستان من ثلاثة الوان وشعار في الوسط.
الشعار القومي لعلم كوردستان هوعبارة عن شمس ذهبية مؤلفة من 21 شعاع متساوية ومتشابهة.
ويشغل مساحة ثلثي حجم العلم (⅔)، ان قياس الفراغ الذي يشغل داخل الشمس الذهبية دون احتساب طول الشعاع هي نصف (0.5) طول محور كرة الشمس كاملة.
يثبت الشمس في (وسط) علم كوردستان.
تم وضع الشمس بحيث يمر العمود الذي يتوسط العلم من قمة الشعاع الموجود في الطرف الاعلى من الشمس .
PMS= PANTONE Matching System www.pantone.com
النشيد الوطني "اي رقيب" هو من كلمات الشاعر الكوردي الكبير، المحامي يونس رؤوف المعروف بـ (دلدار)، كتب عام 1940، واصبح جزء من ثقافة الشعب الكوردي وله مكانة رفيعة ومقدسة لدى الحركة التحررية الكوردستانية وقلوب الجماهير وهو رمز النضال ومقاومة الشعب الكوردي، وهو في فكر ووجدان كافة فئات شعب كوردستان.
الشاعر دلدار هو كاتب نشيد (اي رقيب) واسمه الكامل يونس ملا رؤوف ملا محمود سعيد ولد في 20-2-1918 في مدينة كويسنجق وتوفي في 12-7-1947.