الرئيس البارزاني لصحيفة لوموند الفرنسية تحرير الموصل بدون اتفاق سياسي مع بغداد غير ممكن

خلال زيارته الى العاصمة الفرنسية باريس، ولقاءته مع الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، و وزيري الدفاع و الخارجية، اجرى لقاءا صحفيا مع مراسلة صحيفة لوموند الفرنسية.

اجرت الحوار الصحفية هيلين سالون

ترجمة: شيركو حبيب

رئيس اقليم كوردستان مسعود البارزاني في 8 ايلول وصل الى باريس، تحرير موصل من سيطرة  منظمة الدولة الاسلامية (داعش)و التي سيطرت على المدينة في حزيران 2014، كان محور رئيسي من لقاءته مع الرئيس الفرنسي و وزير الدفاع و وزير الخارجية.

س: ماهي المواضيع التي ناقشتها في فرنسا؟

الرئيس البارزاني: نحن مع فرنسا يربطنا علاقات قوية، ولنا مواقف مشتركة حول الارهاب، و لنا عدو مشترك، و لنا نفس القيم العالية للسلام و الديمقراطية و التعايش، قوات بيشمركة كوردستان المرابطين الان في الخطوط الامامية لجبهات القتال مع داعش، بمساعدة و دعم قوات التحالف الدولي ومن ضمنهم فرنسا، هذا الدعم و التنسيق هو من اولويات المطاليب لتحرير الموصل، فرنسا دعمتنا كثيرا و تستمر على هذه المساعدة و الدعم بارسال المتطلبات العسكرية و الخبراء، و تكثيف الهجمات الجوية.

س:  اجريتم مباحثات مع المسؤولين الفدرالين في بغداد حول الخطة المشتركة لحرب الموصل، ما اراءهم بهذا الصدد؟

الرئيس البارزاني:  مدينة موصل لها اهميتها, ليست فقط بالنسبة لنا بل للجميع، ولنا تعاون وثيق مع الحكومة العراقية، وهنالك محورين من المباحثات، العسكري و السياسي، وتم ابرام اتفاقية عسكرية، ولكن ليست  اتفاقية  سياسية لحد الان، ولا يمكن البدء بمعركة الموصل دون اتفاق سياسي.

س: على ماذا اتفقتم من الناحية العسكرية؟

الرئيس البارزاني: يكون لقوات البشمركة و القوات العراقية، الدور الاساسي في هذه المعركة، مشاركة المليشيات المسلحة تعتمد على اتفاقية مع الحكومة العراقية، موصل منطقة مسلحي السنُية و من الطبيعي ان يشاركوا، اما الحشد الشعبي يعتمد ذلك على موافقة اهالي المنطقة، واذا اعلنوا عن موافقتهم على ذلك، نحن لامانع لدينا، ولكن بحاجة الى التنسيق الكامل بين السنُة و الشيعة، والا نتيجة المعركة تكون باتجاه اخر.

س: هل تسمحون للقوات العراقية بالانتشار في المناطق التي حررت من قبلكم في شمال و شرق الجبهات؟

الرئيس البارزاني: هناك خطة عسكرية و نحن نحترمها، و  نساند القوات العراقية في الحرب ضد داعش

س: الا تخشون من السيطرة على المناطق التي حررت من قبلكم ، والتي هي المناطق المتنازع عليها في شمال العراق؟

الرئيس البارزاني: نحن بحاجة الى اتفاقية حول هذا الموضوع، قوات البيشمركة متواجدون في هذه المناطق لحماية المواطنين، وليست بحاجة الى القوات العراقية للتواجد هناك، وهذه المناطق المتنازع عليها بحاجة الى الاستفتتاء لتحديد نوعية العلاقة مع حكومة اقليم كوردستان، كوردستان هي الخط الاحمر و بعد حرب داعش لم تبقى اي قوة عسكرية سوى كانت قوات عراقية او امريكية.

س: هل تدخل قوات البشمركة مدينة الموصل؟

الرئيس البارزاني: ليست لدينا النية بدخول الموصل، و هذا ما اشير في الاتفاقية، ولكن القرار يعتمد على المعركة، واذا دخلنا لا نبقى فيها.

س: ماهي الجوانب السياسية في الاتفاقية؟

الرئيس البارزاني: لحد الان تم الحديث عن الجوانب العسكرية، الجانب السياسي سيتم الحديث عنه خلال الشهر القادم، وهذا يعتمد على كيفية ادارة المحافظة و داخل مدينة الموصل من قبل جميع المكونات الدينية و العرقية، منهم اليزيدين و المسيحيين الذين تعرضوا الى اكثر الاضرار من قبل داعش،  لذا يجب مساعدة المسيحين للعودة الى ديارهم بعيدا عن التهديدات، وهذه بحاجة الى اتفاقية مع بغداد لحمايتهم من اي هجوم خارجي، وسوف نناقش ايضا دور البشمركة و القوات العراقية بعد داعش.

س: اتفاقية الموصل، هل تمهد الطريق لمعالجة المشاكل، المناطق المتنازع عليها، واردات النفط، بين حكومة الاقليم و الحكومة المركزية؟

الرئيس البارزاني: الدستور العراقي اشار بوضوح الى كيفية التعامل مع هذا الموضوع، وايضا هنالك اتفاقية حول واردات النفط و الغاز، اما حول المناطق المتنازع عليها مرهون بالاستفتتاء.

س: هل فكرة تحرير الموصل قبل نهاية هذا العام ملائم براءيكم؟

الرئيس البارزاني: اذ كانت هناك اتفاقية سياسية نعم، ونحن متفائلون ونعمل لذلك.

س: لكم علاقات جيدة مع تركيا ، وتقوم تركيا بتقوية نفوذها العسكري في المناطق المحررة، ومساعدة المليشيات التابعة لها، هل تشارك تركيا في معركة الموصل؟

الرئيس البارزاني: لا اعتقد تركيا تشارك في معركة الموصل، ولكن بامكانها مساعدة القوات المشاركة، المشاركة المباشرة غير ضروري، و الحكومة العراقية لا توافق على دخول تركيا الى الموصل، منذ بداية الحرب مع داعش للتركيا قاعدتين لتدريب الشرطة و الجنود و المتطوعين الفارين من الموصل لتدريبهم على كيفية ادارة المدينة بعد تحريرها، وهذه القاعدتين كانت بالاتفاق بين الاتراك و بغداد.

س:  رائيكم حول دخول القوات التركية الى الشمال السوري، ويشار بان دخول هذه القوات هي لمنع قيام كيان او منطقة الحكم الذاتي الكوردي؟

الرئيس البارزاني: لست متفائلا بمستقبل كورد سوريا, الحزب الاتحاد الديمقراطي سيطر على المنطقة، الحزب العمال الكوردستاني في قتال مع تركيا، الحزب الاتحاد الديمقراطي لم يفلح في ضمانة مشاركة جميع الاطراف الشمال السوري، تعاون مع النظام السوري دون اي اتفاق حول المستقبل الكوردي، لم ينجح في الوصول الى اتفاقية مع الاطراف المعارضة السورية، لذا لا مستقبل لكورد سوريا في الافق.

س: طلبتم الاستفتتاء حول استقلال كوردستان العراق، هل هذا من السهل وكوردستان تمر بازمة سياسية؟

الرئيس البارزاني: هذا اهم من موضوع الاحزاب، حتى لو كانت ازمات سياسية داخلية، فالمواطنون متفقون على القضايا الوطنية، نحن نعالج المشاكل الداخلية، و نتباحث مع الحكومة العراقية حول هذا الموضوع.

http://www.lemonde.fr/acces-restreint/proche-orient/article/2016/09/09/c6f43847bbdc92f28c804d55000a417e_4995055_3218.html