اكد هيمن هورامي خلال لقائه مع (خبر ترك- هابر ترك)بان اقليم كوردستان يبذل ما بوسعه لتهدئة و حل المشاكل بين انقرة و بغداد.

ترجمة/ شيركو حبيب

خلال لقاء صحفي مع (هابر ترك)، هيمن هورامي العضو القيادي، مسؤول مكتب العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكوردستاني، سلط الضوء على رؤية و مواقف الحزب الديمقراطي الكوردستاني للاوضاع الراهنة في  منطقة الشرق الاوسط.

في الوقت التي اصبحت مشكلة (باشيك) قضية ساخنة بين بغداد و انقرة، من جانب اخر يمر اقليم كوردستان بازمة مالية، زيارة البارزاني الى بغداد و لقائه برئيس الوزراء العراقي لتطبيع الاوضاع بين الاقليم و الحكومة المركزية، وفي الوقت التي تم  تمديد بقاء القوات التركية في العراق، والحكومة العراقية لها مواقف مشددة تجاه تركيا.

س: لنبدأ بالقضية الساخنة، وهي مشكلة باشيك، كيف تنظرون الى هذه الازمة بين بغداد و انقرة؟

هورامي: نحن لسنا بأي شكل من الاشكال مع تعميق هذه المشكلة، بل بالعكس نحن مع تهدئة الازمة، ونحن كأقليم كوردستان نعمل بكل جهودنا للتهدئة، وحل المشكلة، لان هنالك العديد من القضايا المشتركة بين العراق و تركيا، و ايضا بين اقليم كوردستان و تركيا، منها المسائل الامنية،الحرب ضد داعش، ازمة اللاجئين، مستقبل العراق، موضوع الطاقة، السوق المشتركة، لهذه الاسباب هنالك العديد من العوامل تجبرنا على التعاون و التنسق الاكثر بيننا بدلا من الاقتتال، نحن نعتقد بان الازمة بين العراق و تركيا غير ضروري، و نشجعهم للتعاون و التنسيق لحل هذه الازمة.

س: لتهدئة هذه التصعيدات، ما هي الخطوات الفعالة التي تسطيع حكومة اقليم كوردستان اتخاذها؟

هورامي: اذا رغب الطرفان، نحن مستعدون لاي خطوة مثلما اشرت نحن نعيش في منطقة مشتركة و مترابطة، واي تهديد للعراق، تهديد مباشر لتركيا، وأي تهديد لتركيا تهديد مباشر للعراق و اقليم كوردستان، وللحافظ على هذه الخصوصية علينا البحث عن النقاط المشتركة.

س: هل نستيطع القول بان اقليم كوردستان خلال هذه الازمة ليس منحازا؟

هورامي: كلا لا نستطيع تعريف الوضع بهذا الشكل، مثلا حرب داعش ليس فقط حرب اقليم كوردستان وحده، لذا نحن نرى من الضروري و المهم ان يكون للعراق علاقات جيدة مع جواره، احدى أهم مشاكلنا مع الحكومة العراقية هي خطوط السياسة الخارجيةللعراق، نحن لا نرغب بان يكون العراق جزء  ضمن الاقطاب الموجودة في المنطقة ولا تابعا لاي جهة، ولا نريد ان يكون جزء من اللعبة الموجودة في المنطقة، ولا يكون ضد تركيا ويدعم ايران او بالعكس، نحن نرى ان يتصرف حسب مصالح الشعب العراقي وان يكون سياسته الخارجية متوازن، لذا نرغب بان تتعامل تركيا بنفس الاسلوب، ونتمنى ان تمدد كغصن الزيتون، و لانهاء ازمات المنطقة يتطلب تعاون تركي- عيراقي و اقليم كوردستان.

س: من الواضح ان عملية تحرير الموصل قد اقتربت، ما هي الستراتيجية المطلوبة لاعادة الاستقرار النهائي للموصل؟

هورامي: الاستقرار النهائي تعبير صحيح، ولكن انا سوألي، ماهي التوقعات من عمليةتحرير الموصل؟هل هدفنا استقرار الموصل؟ ام التنافر و ان نعمل ضد بعضنا البعض من اجل الحصول اكثر المكاسب؟ يجب ان يكون هدفنا جميعا القضاء على الداعش و افكاره في المنطقة، لذا يجب علينا جميعا التركيز على كيفية تنفيذ العملية، اي قوة عسكرية ستشارك في العملية؟ ماهو النظام الاداري لمركز محافظة نينوى وهي مدينة الموصل المزمع انشاءه؟ ماهي الارضية الملائمة لبناء البنية التحتية للموصل؟ كيفية رجوع النازحين؟هل نستطيع حقا بتأمين الاستقرار النهائي؟ هذه جميعها مواضيع مهمة لأقليم كوردستان.

موصل مدينة متعددة، ليست مثل الرمادي و الفلوجة و تكريت, عرب السُنة، عرب الشيعة، تركمان السُنة و تركمان الشيعة، يزيدي، كورد، المسيحي، الارمن، السؤال كيف نستطيع ان نحافظ على هذا التنوع؟

هناك ثلاث سيناريوهات مقترحة، اولا، هل نرجع الى نينوى ما قبل داعش؟، برأي كلا، لان الادراة في تلك الوقت لم تكن ادارة شاملة، وكانت هذه سببا لسقوط الموصل خلال يوم واحد و سيطرة الداعش عليها، في حينها جنود المالكي كانوا في الموصل و فقط بسماعهم بأسم داعش هربوا و سلموا المدينة، لذا لايمكن الرجوع الى ذلك السيناريو. السيناريو الثاني لا نعمل ائ شئ و نتركه للقدر و ننتظر ماذا سيحدث، و هذا شئ غير ممكن و يجبرنا ان نفكر في سيناريو ثالث، وهو بناء نوع من النظام الاداري، لكي الكورد و عرب السُنة و اليزيدين و التركمان و المسيحين يشعرون بانهم محافظون و يستطيعون ايصال صوتهم، تكون الادارة بشكل عادل، و في الحقيقة لحد الان لم يفلح اي جهة من تهئية سياسة واضحة حول الجوانب الغير العسكرية لعملة الموصل ومن ضمنها المجلس السُني الذين يعشون داخل الموصل.

س: حسنا برائكم ما هي افضل الخطوات؟ هل يستلزم مشاركة القوات السُنىية و البيشمركه في هذه العملية؟

هورامي: لايمكن  تحرير الموصل يدون مشاركة قوات البيشمركه، لان الشمال و الشرق و الغرب لهذه المدينة تحت سيطرة قوات البشمركه، القوات العراقية تسيطر فقط على جنوب المدينة، ومن هذا المنظور يجب التنسيق و التعاون المشترك بين الجيش العراقي و قوات البيشمركة، و لمعلوماتك انا اقصد الجيش الرسمي العراقي و لا اقصد ميليشيات الحشد الشعبي و الاخرين، ويجب ان يكون للسُنة دور ايضا.

س: ما المقصود بان يكون لهم دور؟ هل تقصد القوات السُنة بدعم تركي يكون لهم دور ايجابي في عملية الموصل؟

هورامي: نعم بألتاكيد يجب ان يشاركوا،ولكن السؤال هنا من يقود السُنة؟ هناك اربعة فرق سُنية مختلفة، وليس لاي منهم القدرة العسكرية المدربة، وليس لهم القدرة و النفوذ لكي يحرروا مدينة الموصل، لذا حسب قدراتهم و طاقاتهم يجب ان يكونوا لهم دور في اطار قوات البيشمركه و الجيش العراقي، و التحالف الدولي، و ان يشاركوا في عملية تحرير المناطق التي يسكنون فيها، ولكن حسب ما اشرت المشكلة ليست فقط التحرير، بل مشكلة مرحلة ما بعد التحرير و تحمل المسؤوليات في هذه المناطق، لذا اتمنى ليس فقط تركيا وانما ايران و سعودية ان لا ينظروا الى الموصل كلعبة جيوبوليتك. 

س: تركيا تدعي بانها قامت بانشاء معسكر بعشيقة بعلم الحكومة العراقية، ولكن رئيس الوزراء العراقي حيد العبادي ينفي هذا بشددة، برأيكم من منهم على صواب؟

هورامي: الكثير من الاطراف يعتقدون بان اقليم كوردستان كان سببا للتواجد التركي في باشيك، في الوقت الذي دخل الجيش التركي الى هذه المناطق بموافقة وطلب وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي، اذا لم تكن هكذا لماذا زار العبيدي هذا المعسكر؟ولماذا طلب نائب رئيس الوزراء العراقي اسامة النُجيفي خلال احدى زياراته الى تركيا المساعدة من هذه الدولة؟ هذه المشكلة هي مشكلة الحكومة المركزية العراقية، نحن نظر الى هذه المشكلة بصورة موضوعية وليس بمزاج شخصي، نتمنى ان لا تكون عملية تحرير الموصل سببا لتعميق المشاكل بل نتمنى ان يكون سببا للمزيد من التعاون الاقليمي.

س: حسنا هل انتم متفائلون؟

هورامي: في الحقيقة كلا

س: البعض يعتقد بان حكومة اقليم كوردستان طلبت من تركيا المشاركة في عملية الموصل ؟

هورامي: كما اشرت من قبل اي جهة سوى كانت تركيا او غيرها ترغب المشاركة في الحرب ضد داعش نحن نرحب بها، هذه ليست عملية تعلنها حكومة اقليم كوردستان، بل هي عملية عراقية، عملية للتحالف الدولي ضد داعش، تركيا عضو في حلف الناتو وكذلك امريكا، لماذا لايحل اعضاء الناتو مشاكلهم ولا ينسقوا فيما بينهم، نحن كحكومة اقليم كوردستان لا نرغب ان نكون طرفا للمشاكل بل نحن نود ان نكون جزأ من حل المشاكل.

س: وزير خارجية تركيا مولود جاوش اغلو يقول "مشاركة الشيعة في عملية الموصل لا يجلب السلام معها" و ايضا مؤسسة مراقبة حقوق الانسان في تصريح اعلنوا عن مخاوفهم من ان مشاركة اي مليشيات شيعية تسبب كوارث انسانية، وتكون سببا للقضاء على السُنة، هل لكم نفس المخاوف؟

هورامي: قبل كل شئ نحن لانفرق بين مليشيات الحشد الشعبي و الاخرين، بصورة عامة جميعهم ليسوا بمقاتلين بمستوى المسؤولية، و في نفس الوقت ليس جميعهم شياطين، قسم منهم شارك في تحرير الرمادي و الفلوجة من سيطرة داعش، في نفس الوقت اعترفت الحكومة العراقية بان قسم منهم ارتكبوا جرائم بشعة ضد الانسانية، لذا يجب علينا جميعا ان نؤكد و نصر على مشاركة وانجاز هذه العملية من فبل القوات الرسمية العراقية واقصد الجيش العراقي و قوات البيشمركه الذين يدعمون رسميا من قبل التحالف الدولي، وانا لست بخبير عسكري، ولكن الواضح لعملية تحرير الموصل لا حاجة لقوات وجيش خارجي، القوات العراقية وقوات البيشمركه لهم القدرة على قيادة العملية، و ليس لدينا نية بارسال قوات البشمركة الى داخل الموصل، لا نريد ان تحدث حساسيات، نحن فقط نوجه العملية و نفتح الممرات، السُنة في هذه المناطق عليهم الدفاع عن انفسهم و القوات العراقية تقود العملية.

س: زيارة البارزاني الاسبوع الماضي الى بغداد، في خضم علاقات الاقليم مع الحكومة العراقية، الى ماذا تشير؟

هورامي: زيارة البارزاني كانت لثلاث اسباب، الاول من اجل القضاء على عدم الثقة بين اربيل و بغداد حيث كان واضحا، واعتقد باننا نجحنا لاذابة هذا الجليد، ثانيا الحديث حول مضمون عملية تحرير الموصل، ثالثا لدعم رئيس الوزراء حيدر العبادي، لان البعض من التحالف الشيعي يضغطون عليه كثيرا وخاصة من قبل المالكي، و ايضا للحديث عن مستقبل العلاقات الثنائية بين الطرفين و كذلك تم التطرق الى مواضيع الطاقة والنفط و تم الاتفاق على تشكيل لجان فنية لهذا الغرض.

س: ليس بمقدوركم صرف رواتب موظفيكم، لو اصرت الحكومة العراقية على عدم ارسال %17 من الميزانية، ماذا تفعلون؟

هورامي: في عام 2104 اتفقنا مع الحكومة العراقية على تصدير 550 الف برميل نفط يوميا من قبل حكومة اقليم كوردستان، و بالمقابل تقوم الحكومة العراقية بارسال %17 من الميزانية و ايضا اتفقنا مع الحكومة العراقية على دفع رواتب قوات البيشمركه ضمن اطار نظام الدفاع عن العراق، ولكن حسب ادعاءاتهم باننا غير قادرين على تصدير 550 الف برميل يوميا فسخوا الاتفاقية، و بديلا عن ذلك اقترحنا نحن بان نحدد نسبة سنوية للتصدير على ان تدقق كل ثلاثة اشهر، ونتمنى بهذه الصيغة ان تحل مشكلة الرواتب.

س: لانهاء ازمة الميزانية، ماذا تنتظرون من تركيا؟

هورامي: حول علاقاتنا في مجال الطاقة نقدم شكرنا لتركيا، تركيا بالنسبة لنا شريك مهم جدا، و نعمل من اجل تطوير العلاقات التجارية مع الساسية، نحن بحاجة الى المزيد من الاستثمارات و رؤس الاموال التركية في الاقليم، %80 من قطاع البناء في الاقليم تدار من قيل الشركات التركية، اكثر من 1300 شركة تركية لهم اعمال في كوردستان, بسبب الازمة المالية تم ايقاف المشروعات،  واذا قامت البنوك التركية بمساعدة هذه الشركات التي تعمل في الاقليم و اعطائهم القروض سيكون انجازا عظيما.

س: كيف تنظرون الى عملية (درع الفرات)؟

هورامي: نحن قلنا في البداية بانه ليس هناك شئ اسمه الحل العسكري في سوريا، لا بشار الاسد بامكانه البقاء في السلطة، ولا المعارضة لها القابلية و القدرة على السيطرة على دمشق العاصمة ونتيجة لذلك سيكون المواطن المدني هو الضحية، تجميد المباحثات الروسية الامريكية محل استياء و اشمئزاز، و يجب ايضا على تركيا و ايران و السعودية و امريكا و روسيا و الاتحاد الاوروبي، التخلي على الصراعات و البحث عن حل.

س: كاقليم كوردستان ما هو موقفكم حول تأسيس كيان كوردي تابع الحزب الديمقراطي الشعبي في شمال سوريا؟

هورامي: موقفنا حول (يه به كه)و (ب ي د) واضح قبل توضيح و اعلان  الموقف التركي، على (ب ي د) انهاء علاقاته مع النظام السوري، واحترام وجود المجموعات الكوردية الاخرى، نحن حاولنا جاهدين خلال الاتفاقيتين هولير 1 و هولير 2 لهذا الغرض، و بارسال البيشمركه الى كوباني كان لدعمهم في القتال ضد داعش، ولكن ب ي د بعدائه لتركيا و اهمال المجموعات الكوردية الاخرى كان سببا لانهاء هذا الجو الايجابي، و كانت نهج سياستهم خاطئة، وكانوا سببا بان لا يكون الكورد في كوردستان الغربية اكثرية، والان يتواجد في اربيل 550 الف كوردي من كوردستان الغربية في اربيل، لان (ب ي د) يطبق سياسة التجنيد الالزامي، ولا يسمح بأي نشاط للجماعات الكوردية الاخرى في كوردستان الغربية.

س: هل تعتبر زيارة البارزاني الى ايران مهمة بالنسبة لعملية تحرير الموصل؟

هورامي: ايران جارتنا، نحن نود ان نوضح لهم بان اقليم كوردستان ليس مصدر تهديد لاي جهة، ورغم ذلك لايمكن خلال لقاء و احد ان تحل جميع المشاكل.

س: الحكومة الامريكية تناقش ارسال القوات العسكرية الى العراق، كيف تنظرون الى ذلك؟

هورامي: حسب اطلاعي لغرض التدريب ارسل 600 ضابط و مراتب، اذا كان لنفس الغرض ينوي ارسال المزيد فنحن نرحب به، ختاما اود ان اقول  " الخطوات التي تتخذ بعد طرد داعش من الموصل، اذ لم ترافقها توافق سياسي، فأوكد لكم بان نتظر جماعات اكثر تطرفا من القاعدة و داعش سوف يظهرون في المنطقة".

http://www.haberturk.com/gundem/haber/1307652-turkiye-ve-irak-yonetimi-isterse-arabuluculuk-yapmaya-haziriz