Card image cap

البارزاني: استقلال كوردستان بالحوار لا بالدم

كونا - شدد رئيس إقليم كوردستان العراق مسعود البارزاني على ان الكورد يريدون أن يتحقق استقلال كوردستان من دون نقطة دم واحدة، وهذا لن يتم إلا بالحوار. وأشاد، لدى استقباله الوفد الإعلامي الكويتي أمس، بالعلاقات بين الكويت والكورد، وكشف عن مراسلات جرت بينه وبين سمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد عقب حرب تحرير الكويت، لافتا الى انه قد ينشرها في مذكراته الخاصة. وطالب بإنشاء خط طيران مباشر بين الكويت وكوردستان للمساهمة في توطيد العلاقات وتطويرها. وقال رئيس اقليم كوردستان العراق مسعود البارزاني أمس، ان العلاقات بين الكويت والكورد قديمة ومتجذرة، مستشهدا بمواقف القيادات الكوردية في الاقليم الرافضة للاساءات من قبل الحكومات العراقية قبل 2003 تجاه الكويت. جاء ذلك خلال استقباله في منتجع صلاح الدين بأربيل، الوفد الاعلامي الكويتي الذي يزور اقليم كوردستان العراق، حيث رحب البارزاني بالوفد قائلا: «انتم بين اخوانكم ومحبيكم»، معربا عن سعادته بهذا اللقاء والزيارة التي اعتبرها مبادرة جيدة، بقيام نخبة مثقفة كويتية بزيارة كوردستان للاطلاع عن قرب على ما تحقق في الاقليم. وأكد البارزاني ان العلاقة بين الكويت واقليم كوردستان العراق متينة ومبنية على الثقة والعديد من المشتركات، لا سيما ان كلا الشعبين عانى من نظام صدام البعثي، مشيرا الى ان ما رآه الشعب الكويتي خلال الغزو العراقي عاناه أكراد العراق لمدة ثلاثة عقود. وأشار البارزاني الى انه عندما أخطأ عبدالكريم قاسم بحق الكويت في ستينات القرن الماضي، وقف الملا مصطفى البارزاني ضده. وقال انه دائما يشعر بأنه قريب من الكويت وأهلها، مؤكدا على متانة علاقته مع القيادات السياسية في الكويت، وعلى رأسها سمو امير البلاد، الذي يكن لحضرته كل محبة وتقدير. ودعا البارزاني الى العمل على انشاء خط طيران مباشر من الكويت الى اقليم كوردستان العراق، ليسهم في توطيد وتعزيز العلاقات والتواصل بين الاشقاء. وردا على سؤال حول التسهيلات المقدمة للمستثمر الاجنبي، شدد البارزاني على ان قانون الاستثمار في الاقليم من أفضل القوانين على مستوى العالم من ناحية الجودة بشهادة الجميع. وفيما يتعلق بتنامي التيارات الاسلامية في اقليم كوردستان ، قال البارزاني ان لدينا تيارات اسلامية، وحسب آخر الاحصاءات لا يتجاوزون الـ 16 في المائة، وهم يتمتعون بحرية وديموقراطية طالما التزموا العمل السياسي الديموقراطي وضمن القانون. وأضاف: «ليس لدينا مشكلة مع التيارات الاسلامية ولا غيرهم»، مؤكدا انه لا تساهل مع من يمس الامن أو يسعى لاثارة الفوضى في الاقليم. تفجيرات وفي تعليقه على تفجيرات كركوك، التي راح ضحيتها العديد من الابرياء، قال البارزاني ان الارهاب ظاهرة خطيرة تهدد الجميع في العراق، الا انه طمأن بأن الوضع الامني في كوردستان العراق مستقر نسبيا. وقال: «العراق في أزمة حقيقية، وعلى الجميع الالتزام بالدستور»، والسبب التفرد في السلطة، مبينا انه اذا عمل الجميع على تجنيب العراق الكارثة سنتمكن وقتها من ايجاد الحلول للخروج من الازمة. وفي ما يتعلق بالتظاهرات التي شهدتها محافظة الانبار غربي بغداد، قال البارزاني انه يؤيد مطالب المتظاهرين في بعض المدن العراقية، شريطة ان تبقى ضمن ضمن الدستور، والا يسمح للقاعدة بالتسلل وركوب الموجة واستغلال الظروف لافساد الوضع. سوريا وحول الازمة في سوريا، قال البارزاني انه تقرر ارسال كميات كبيرة من مواد الاغاثة بالتنسيق مع منظمات الامم المتحدة الى الشعب السوري، معربا عن استعداد الاقليم للتنسيق مع المنظمات الكويتية لايصال المساعدات للنازحين. وحول مواقف الكورد في سوريا، قال رئيس اقليم كوردستان العراق ان «الكورد في سوريا يريدون حقوقهم، ولا يريدون السلطة التي من حق الشعب السوري تحديد مصيره»، مشيرا الى ان المجلس الانتقالي السوري طلب منه تكرارا التدخل الا انه فضّل عدم التدخل. لقطات من الحوار مطالب المحتجين وصف الرئيس البارزاني مطالب المحتجين العراقيين في الانبار بالمطالب المحقة وانه يؤيدها، ولكن بشرط ان تكون ضمن الدستور، وان لا يسمحوا للتنظيمات الارهابية بالتسلل داخل هذه الاحتجاجات. الاحتكام الى الدبابة اكد الرئيس البارزاني انه كان يتوقع بان عقلية الاحتكام الى الدبابة والطائرة ضد ابناء الشعب العراقي انتهت بزوال نظام صدام حسين، ولكنها مازالت موجودة عند المالكي ، وشدد البارزاني «صحيح اننا لم ننتقم من ضباط الجيش العراقي الذين تورطوا في عمليات الانفال، ولكن لا نقبل ان نرى هؤلاء الضباط بلباس الجيش العراقي امامنا مرة اخرى». نقطة دم اكد البارزاني انه لا يأمل بان تراق نقطة دم واحدة، ولكن اذا كان المالكي يريد ان يحشد قواته ضدنا وفي المناطق الكوردستانية خارج الاقليم، سنحشد قواتنا، ولكن المباحثات، والمفاوضات لا تزال جارية بين الطرفين لحل المشاكل العالقة، ونأمل بتجاوز جميع العقبات. معاملة سيئة وصف الرئيس البارزاني معاملة الجيش العراقي للجنود الكورد بانها معاملة سيئة، وقال «بعد سقوط صدام حسين، وحل الجيش العراقي رفض الشيعة والسنة الانضمام وتشكيل الجيش العراقي فقدمنا لهم ثلاثة ألوية من البشمركة واسسنا الجيش، ولكن الان نحن غرباء في الجيش العراقي». لاعلاقة مع اسرائيل نفى البارزاني علمه بوجود علاقات تجارية مع اسرائيل، حيث لا توجد اي بضائع اسرائيلية في الاسواق الكوردستانية، ولكن اذا حكومة المركز اقامت علاقات مع اسرائيل فسنقوم بفتح قنصلية اسرائيلية في اقليم كوردستان . واضاف البارزاني «بصراحة هذا السؤال يستفزني، فهناك عدد من الدول العربية لديها علاقات تجارية وسياسية مع اسرائيل، فلماذا تحرمون هذا الامر - لو كان حقيقيا - علينا؟ ضرورة تمسك الشيعة بنهج الحكيم أكد البارزاني ان تحالف الكورد مع الشيعة أبديّ اذا تمسكوا بمنهج السيد محسن الحكيم، ولكن نحن لن نتحالف مع الشيعة المتحالفين مع عمر الجبوري. سيناريو الحرب الأهلية في رده على سؤال بشأن اسوأ سيناريو يتوقعه للوضع العراقي، اوضح البارزاني «اسوأ وضع ممكن يحدث هو نشوب حرب اهلية عراقية، وهذا السيناريو يقترب كثيرا اليوم، وهذا ما اخشاه جدا، لانه سيخلف الدمار والخراب للعراق». مراسلات الشيخ جابر الاحمد تحدث البارزاني عن مراسلاته مع سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الاحمد، لاسيما تلك التي اعقبت حرب تحرير الكويت، قائلا: «لا شك في ان تلك الرسائل كثيرة، وانا احتفظ بها وقد انشرها يوما ما في مذكراتي». المعارضة السورية والضمانات كشف البارزاني ان عدد اللاجئين السوريين في إقليم كوردستان يبلغ 60 ألفاً أغلبهم من الكورد، ومن النقاط الخلافية بيننا وبين المركز في بغداد هي لماذا فتحنا الحدود أمام اللاجئين السوريين؟ من جهة أخرى، اعتبر ان المجلس الوطني للمعارضة السورية لم يقدم الضمانات اللازمة للكرد «فقصة خلوكم معانا وبعدين يصير خير، لن تمر علينا».   الأزمة السورية وتأثيرها في الاقليم تحدث البارزاني عن الازمة السورية، وبين ان الوضع يهمنا ويؤثر في الاقليم بصورة كبيرة، فعدد الكورد في سوريا يبلغ ثلاثة ملايين نسمة، مشيرا الى اننا نصحنا الكورد ان لا يسمحوا لاحد بان يستدرجهم في القتال الدائر حاليا، حتى لا يتم اتهامهم بانهم يسعون للانفصال عن سوريا. واضاف «اجتمعنا بكل التنظيمات الكوردية السورية وتوصلوا الى اتفاق على تشكيل مجلس أعلى لكل التنظيمات الكوردية لتنسيق مواقفهم».
Card image cap
الرئيس بارزاني يستقبل رئيس جمهورية العراق


Card image cap
العلاقات الخارجية في زيارة للقنصلية الروسية لتقديم واجب العزاء