نشر البرلمان الكوردستاني تقريرآ خاصاً عن القصف الحاصل في المناطق الحدودية، أذ كشف رئيس لجنة المتابعة في البرلمان عن معلومات مهمة للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، وبين الأسباب والأضرارونتائج قصف المناطق الحدودية في إقليم كورستان.
تم تشكيل لجنة في برلمان إقليم كوردستان متكونة من ثلاث أعضاء من لجان البيشمركة والداخلية والعلاقات الخارجية، لبحث القصف المتكرر من قبل تركيا وايران للمناطق الحدودية في إقليم كوردستان. لقد زارت هذه اللجنة اهالي المناطق المتضررة بهدف الحصول على أجابات عن أشكاليات ومسببات القصف المستمر لتركيا وايران والتعسكر على الشريط الحدودي، والأستماع عن قرب لأهالي الضحايا والمتضررين جراء القصف، وكيفية أيجاد آلية للتوصل إلى حل مناسب لتلك المشكلة.
هذا وتحدث النائب د.ريبوار بابكى مسؤول لجنة البحث والتقصي للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني قائلآ : " تم تشكيل ثلاث لجان خاصة بأربيل ودهوك وسليمانية وقمنا بزيارة كل من المناطق التابعة لقضاء جومان وميركسور وقضاء سوران وناحية برادوست والقرى التابعة لها، حيث تبين بإنها خالية من السكان تمامآ. ومن ثم إلتقينا بعدد من الشهود وتحدثنا معهم بهذا الخصوص".
أدى القصف التركي إلى تهجير ما يقارب 4 – 5 آلاف من اهالي تلك المناطق، بحسب الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث إن بعض تلك المناطق سياحية وتم توثيقها في تقرير المنظمات الدولية كمناطق سياحية ومهمة وأستراتيجية أيضآ، والبعض الأخر من هذه القرى تقع ضمن حدود تواجد ونشاط حزب العمال الكوردستاني، ويعتبرها الحزب المذكور مناطق تحت إدارتهم الحزبية. إن تواجد العمال الكوردستاني في تلك المناطق والقرى أعطت الذريعة للقوات التركية لشن هجمات عسكرية على حزب العمال، وإندلاع القتال بين الجانبين، مما الحق أضرار جسيمة بسكان تلك المناطق.
ادت الهجمات العسكرية التركية مؤخرآ والتي سميت بعملية (مخلب النسر) إلى خلق حالة من عدم الاستقرار في تلك المناطق، مما دعى إلى ضرورة تشكيل لجنة بحث وتقصي من قبل برلمان كوردستان لزيارة المناطق المتضررة وتقديم تقريرعام عن وضع هذه المناطق، و تبين بحسب التقرير إن اهالي المناطق المتضررة يوعزون سبب القصف التركي والإيراني لتواجد مسلحي حزب العمال الكوردستاني في مناطقهم. وأشاروا بدورهم إلى خروقات حزب العمال الكوردستاني تجاه السكان، والضغط عليهم لدفع الضرائب، طالبين من ممثلي البرلمان الزائرين ايصال أصواتهم ومعاناتهم الى البرلمان الكوردستاني الذي يمثل جميع المكونات. واكدوا بأنهم ليسوا مجبرين للتضحية بارواحهم وممتلكاتهم من أجل نزاع مستمر منذ عقود بين تركيا وحزب العمال الكردستاني، وطالبوا بإيجاد حل لهذا التهديد المستمر.
التوصيات
اهم توصيات اللجنة البرلمانية المختصة للبحث والتقصي عن واقع حال المناطق المتضررة نتيجة القصف التركي والإيراني المتواصل على إقليم كورستان هي:
اولآ:
طالبنا بتواجد حرس الحدود في المناطق الحدودية، أذ عند زيارتنا للمنطقة لاحظنا تواجد حرس الحدود داخل القرى بعيدآ عن أماكن الدفاع، التي من المفترض لحراس الحدود التواجد فيها.
ثانيآ:
طالبنا حكومة إقليم كوردستان بضرورة الأجتماع مع حزب العمال الكوردستاني، حيث يتوجب على الأخير أخذ سيادة وخصوصية إقليم كوردستان بعين الأعتبار ككيان دستوري له علاقات ومصالح مشتركة مع تركيا وايران.
ثالثآ:
طالبنا من حكومة أقليم كوردستان بتشكيل لجنة مشتركة مع بغداد لزيارة المناطق التي تعرضت للقصف التركي، ولمتابعة أوضاع تلك المناطق المتضررة ولتعويض أهالي المنطقة ماديآ ومعنويآ. وبحسب القانون الدولي يتوجب على حكومة بغداد تعويض ضحايا المناطق الحدودية، ولكن طالبنا بتشكيل اللجنة بالتنسيق مع إقليم كوردستان لتقدير حجم الأضرار التي لحقت بالمنطقة.
رابعآ:
ان القصف العسكري المستمرعلى المناطق الحدودية أدى الى إخلاء عدد كبير من القرى من سكانها الأصليين، على سبيل المثال تم أخلاء 75 قرية من القرى التابعة لميركسور، وإخلاء 104 قرية من القرى التابعة لمنطقة برادوست، وكذلك في منطقة جومان وبالتحديد في ناحية ورتي، تم اخلاء القرى من سكانها و نزوح الآف العوائل الى مركز المدينة.
خامسآ:
تم إتلاف وحرق الآف الدونمات من الأراضي والمحاصيل الزراعية وهدر الثروات الحيوانية لتلك المناطق، فأذا تم إعادة الوضع الأمني للمنطقة سيعود بالفائدة الجيدة لأهالي المناطق التي تتعرض للقصف الجوي المستمر.
سادسآ:
أذا حصل وتم أرجاع الوضع الأمني بصورة أفضل في تلك المناطق، سيتم أعادة أهالي المنطقة الى أمكانهم وأعمالهم ،واذا لم يحصل هذا الشئ يجب إيجاد حلول أخرى لهذه القضية.
هذا وصرح السيد رزكار محمد عضو في البرلمان الكوردستاني عن حركة التغيير وعضو اللجنة البرلمانية لمتابعة الحقائق للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث تطرق إلى تشكيل اللجنة لغرض زيارة تلك المناطق وكتابة تقرير خاص عن تلك المناطق التي تعرضت للقصف الايراني والتركي بعيد عن التوجهات الحزبية وتم تسليم التقرير لرئاسة البرلمان.
كما وتحدث الأعلام الرسمي لقوات حزب العمال الكوردستاني عن تخوين ومهاجمة اعضاء اللجنة البرلمانية المذكورة أعلاه. بدوره اكد السيد رزكار محمد، بأنهم كأعضاء برلمان يقومون بواجبهم وتوثيق ما حدث في تلك المناطق، ولا يهتمون للضغوطات التي يمارسها البعض بهدف التضليل. وأعلن بأنه تم توثيق كل التفاصيل من أضرار وأسباب الهجمات على المناطق في التقرير، بعد التحدث مع كل من مخاتير ومدراء المناطق ومع الأهالي ايضآ، حيث أردف بأنه في بداية شهر أيلول 9 ،ستبدأ الدورة التشريعية للبرلمان، وسيتم مناقشة التقرير مع رئاسة البرلمان ومع الوزارات المختصة.
وفي هذا الصدد تحدث المواطن مجيد علي من سكنة القرى التابعة لمنطقة شيلادزي للموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكوردستاني قائلآ : " في هذا العام حصل تقدم لحزب العمال الكوردستاني في اغلبية المناطق و القرى وبسبب هذا التقدم تم اخلاء أكثر من 107 قرية من سكانها" . واعرب عن عدم تمكنهم من الرجوع الى أراضيهم لان العمال الكوردستاني يمارسون الضغوطات عليهم من جهة، وتقوم القوات التركية في أغلب الأحيان بقصف الأهالي من جهة اخرى، بسبب تواجد حزب العمال الكوردستاني في مناطقهم". وأكد على انهم مجبورين بترك جميع أراضيهم ومزارعهم ومناحل العسل وبقائهم بدون عمل في مركز مدينة شيلادزي.
تقرير:كارزان صباح هورامي