أشار الباحث الامريكي سيث فراتزمان مؤلف كتاب "بعد داعش، كيف غيرت هزيمة الخلافة الشرق الاوسط الى الابد"، في صحيفة ذا هيل الأمريكية، يوم الاربعاء 16/9/2020 إلى فكرة تعزيز القوات الامريكية في إقليم كوردستان بعد تقليص القوات الامريكية في العراق. واكد على أن الحفاظ على عراق مستقر وضمان هزيمة داعش، يتطلب الاستمرار في تدريب القوات العراقية وقوات البيشمركة.
دعت صحيفة ذا هيل الأمريكية إلى فكرة تعزيز القوات الامريكية في إقليم كوردستان بعد تقليص قواتها في العراق من 5200 إلى 3000 عسكري، وأشارت الى وقت التحول في العراق بطرق مختلفة، وان التحالف كان ناجحا في الحاق الهزيمة بداعش، ففي العامين 2017 و 2019 كان التنظيم قد خسر كل الاراضي التي سيطر عليها سابقاً في سوريا، وحالياً لديهم خلايا نائمة في مناطق نائية في كل من العراق وسوريا.
يتضمن التحالف الدولي أكثر من 70 دولة، لكن عددا قليلا من تلك الدول نشرت قواتها على الارض.واشارت الصحيفة الى انه لا حاجة اليوم لقوات على الارض للخروج من معسكراتها لمطاردة عناصر داعش، لان العراقيين لديهم الان اكثر من 200 الف جندي، دربتهم قوات التحالف، قادرون على القيام بذلك.
وكتبت الصحيفة؛ " على الرغم من ذلك النجاح، فان تحديات مواجهة قصف صواريخ الكاتيوشا التي تطلقها جماعات موالية لايران في العراق، والتهديد الذي تمثله جائحة كوفيد-19، قادت الى إتخاذ خطوات نحو التقليص السريع لحجم القوات والانسحاب. " واشارت الى ان الولايات المتحدة وشركائها في التحالف، قاموا بتسليم ثماني قواعد عسكرية إلى القوات العراقية خلال الشهور السبعة الماضية، وهو ما يعني ان القوات الاميركية تتمركز في مواقع محددة في العراق، بما في ذلك قاعدة الاسد الجوية، ومواقع أخرى في اقليم كوردستان.
وذَكرت بما قاله الرئيس الاميركي دونالد ترامب بان ليس من واجب الجنود الاميركيين المشاركة في القتال في اماكن بعيدة "وحل الصراعات القديمة للآخرين"، مشيرا الى ان واشنطن ساعدت في إلحاق الهزيمة بداعش. واشارت الصحيفة الى ان الدلائل تشير الى ان البيت الابيض يرغب في الحفاظ على وجود عسكري اميركي قليل قدر المستطاع في العراق، لردع إيران. وهذا ما يجعل البنتاغون تكون بحاجة إلى دور اكبر بوجود قوات أقل في العراق. وتابعت الصحيفة ؛ " من حسن الحظ، فان الولايات المتحدة لديها الأدوات والتكنولوجيا لتحقيق ذلك، مشيرة الى انه من خلال اعتمادها على الدرونز والاستخبارات، فان واشنطن تمكنت من ابقاء داعش تحت الضغط، على الرغم من أن الدرونز لا تجلب الانتصارات في الحروب، ومع ذلك ان الولايات المتحدة لا تخوض حربا رئيسيأً في العراق، فداعش تتشكل من مجموعات صغيرة يختبئون في الكهوف والمناطق النائية. وعلى سبيل المثال، فان التحالف اعلن عن شن 17 غارة في شهر آب الماضي ضد داعش في العراق وسوريا، وان 11 من هذه الغارات كانت في العراق، واستهدفت ثمانية كهوف وثمانية انفاق، وقتلت تسعة اعضاء من داعش.
واكدت الصحيفة بأن هزيمة داعش والحفاظ على عراق مستقر، يتطلب الاستمرار في تدريب القوات العراقية، ولكن أيضاً قوات البيشمركة. واشارت الصحيفة، بأن وباء كوفيد19، جعل استمرار التدريب صعباً، ومن غير الواضح متى يمكن استئناف التدريب بشكل كامل.
ودعت الصحيفة الى ردع ايران من تنفيذ المزيد من الهجمات في العراق، مشيرة الى ان القادة العسكريين سعوا إلى ردع وكلاء ايران من خلال استهدافهم بالغارات الجوية كرد على الاصابات التي تلحق بصفوف قوات التحالف. على الرغم من عدم وقوع اي اصابات منذ شهر آذار، لكن هناك هجمات اسبوعية بصواريخ الكاتيوشا.
وذكرت ان على الولايات المتحدة ان تضع استراتيجية لردع هذه الهجمات، وان استخدام نظام "سي – رام" المضاد للصواريخ كما جرى في 14 سبتمبر/ايلول للتصدي لصاروخين اطلقا على المنطقة الخضراء، يمثل نموذجا يظهر ان التكنولوجيا المتطورة بامكانها المساعدة في تحقيق ذلك الهدف. واضافت ان اغلاق قواعد ومواقع يعني ايضا ان هناك اهدافا اقل للاستهداف من جانب الجماعات الموالية لايران، وان نشر قوات اميركية في اقليم كوردستان الذي هو اكثر تأييدا للاميركيين، يضمن سلامة الجنود.
وخلصت الى القول، ان انتشار عدد اقل من الجنود الاميركيين، يجعل الولايات المتحدة اكثر اطمئنانا لعدم تعرض جنودها للتهديدات الايرانية، ومع ذلك فإن بامكانها الاستمرار في العمل ضد داعش. وإختتمت الصحيفة بالقول ؛ " الوقت سوف يُظهِر ما اذا كان هذا سيشكل نمطا اميركيا جديدا في الحرب، حيث لا يتضمن تركيزا على وجود القوات الامريكية على الارض، بل التركيز على الشركاء لتنفيذ العمليات الميدانية. وطالما ان داعش باقية في الكهوف، وجماعات ايران لن يتمكنوا من ضرب الجنود الاميركيين، فانه من الممكن أن تثبت عملية تخفيض القوات في العراق نجاحها.
المصدر/ صحيفة ذا هيل