وفي كلمة له، أعرب الرئيس بارزاني عن سعادته بهذا اللقاء، مشيراً إلى أن الحديث عن أربيل يعني الحديثَ عن تاريخ هذا الوطن الممتد لآلاف السنين، وأن أربيل اليوم هي العاصمة وملاذ كل منكوب وكل من يبتغي الحرية.
وتطرق الرئيس بارزاني في كلمته إلى انتخابات الدورة السادسة لمجلس النواب العراقي، مؤكداً أن كل انتخابات مهمة وهي بالنسبة لنا مبدأ أساسي، ونحن نؤمن بحق الشعب في تقرير مصيره، مثلما طالبنا من كوية خلال انتفاضة آذار 1991، بإجراء الانتخابات ومنح الشعب حقه في اتخاذ القرار.
وشدد الرئيس بارزاني على ضرورة إجراء انتخابات نزيهة وشفافة في أجواء آمنة.
كما استعرض الرئيس بارزاني مراحل الانتخابات في العراق منذ عام 2005 حتى الآن، ورغم إبداء الملاحظات على قانون الانتخابات الحالي في العراق، أكد على المشاركة في العملية حفاظاً على المصلحة العامة، معرباً عن أمله في أن يتم إجراء تغييرات بعد هذه الانتخابات لتأتي بشخصيات تتحلى بالمسؤولية والعمل على حل المشاكل.
وقال الرئيس بارزاني للحاضرين: "موقفكم ورأيكم مهم جداً، فأنتم ترون كل شيء بأعينكم، والقرار لكم في اختيار من ترونه الأفضل لأربيل وكوردستان والعراق".
وفيما يخص مسيرة الإعمار والمشاريع الخدمية، قال الرئيس بارزاني إن مشاريع كثيرة قد أُنجزت، وهذا ليس مِنَّة، بل هو من صميم عمل الحكومة، وأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني قد تأسس لخدمة الشعب، ومهما يفعل الحزب لهذا الشعب ولأربيل فلن يوفيهم حقهم.
وفي سياق كلمته، أشاد الرئيس بارزاني بالموقف الشجاع والكريم لأهالي أربيل خلال حملات الأنفال ضد البارزانيين وعمليات أنفال عام 1988، مؤكداً أن "لُطف أهالي أربيل لن يُنسى أبداً، وسنبقى مدينين لكم ما حيينا".
كما أشار الرئيس بارزاني إلى أن أربيل هي مدينة التعايش، وأن ثقافة التعايش هي ثقافة ثرية نفخر بها، وقد كانت أقوى سلاح في أيدينا بالخارج وفي جميع المحافل الدولية وهو ما نعتز به، ويجب ترسيخ وتعميق هذه الثقافة للأجيال القادمة.
وفيما يتعلق بالعلاقات بين أربيل وبغداد، قال الرئيس بارزاني: كنا نرى أن فرصة ذهبية ستسنح بعد عام 2003 لكي ينال كل مواطن عراقي حقوقه ويؤدي واجباته، ولذلك ذهبنا إلى بغداد وسعينا بأقصى درجات حسن النيّة حتى وصلنا إلى مرحلة صياغة الدستور في عام 2005، والذي يحمل في طياته ما يكفي من الإيجابيات للعمل به والاستفادة منه في ذلك الوقت والحاضر والمستقبل، ونحن ندعم هذا الدستور، ولكن للأسف لم يتم تنفيذه من قبل حكومة بغداد، وحتى الآن هناك العديد من الأمور المتعلقة بإقليم كوردستان والتي يتم البت فيها بقوانين تعود لزمن نظام البعث.
وفيما يتعلق بكون العراق بلداً متعدد القوميات والأديان والمذاهب، تحدث الرئيس بارزاني عن الجهود المبذولة لتكريس حقوق المكونات في الدستور، مشيراً إلى أنه لولا الكورد لما كانوا يعتزمون إدراج هذا البند في الدستور.
وأعرب الرئيس بارزاني عن أمله في أن يعود الجميع إلى الدستور وأن يتم حل المشكلات والكف عن انتهاك الحقوق الدستورية والقانونية لشعب كوردستان.
كما أكد الرئيس بارزاني خلال الاجتماع على ترسيخ قيم التآخي والتعايش، وفي هذا الإطار أشار إلى فترة ثورة أيلول حيث كان العرب والمسيحيون والتركمان جزءاً من قيادة الثورة.
وفيما يخص الوضع في كوردستان وتشكيل الحكومة الجديدة في الإقليم، جدد الرئيس بارزاني تأكيده على ضرورة تشكيل الكابينة الوزارية العاشرة قبل انتخابات مجلس النواب العراقي.
وفي جزء آخر من الاجتماع، أشار الرئيس بارزاني إلى المشاريع الاستراتيجية التي يتم تنفيذها في إقليم كوردستان، وخاصة بناء السدود، والتي سيكون لها تأثير كبير في الحفاظ على المياه بإقليم كوردستان ومواجهة أزمة المياه في المستقبل، مشدداً على حماية البيئة ونشر ثقافة الحفاظ عليها.
وفي الختام، قدّم الرئيس بارزاني شكره للحاضرين مجدداً، وقال: "من أربيل وأهلها نتعلم الأخلاق والإنسانية والشجاعة".