السيد يونك كيو القنصل العام لجمهورية كوريا الجنوبية في كوردستان العراق یزور مکتب العلاقات الخارجیة

استقبل السيد هوشيار سيويلى  مسؤول مكتب العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكوردستاني في بيرمام الثلاثاء المصادف (١٨-٤-٢٠١٧) السيد يونك كيو القنصل العام لجمهورية كوريا الجنوبية في كوردستان العراق - اربيل.

في مستهل اللقاء شكر السيد سيوةيلى كوريا الجنوبية حكومةً و شعباً لمواقفهم المساندة و الداعمة لاقليم كوردستان منذ ٢٠٠٤، وذكر بأن العلاقات بين إقليم كوردستان و جمهورية كوريا لها اهمية كبيرة،  وتطرق إلى أمكانية إقليم كوردستان الاستفادة من خبرات جمهورية كوريا وتجاربها الغنية في كافة المجالات الأقتصادية والصناعية والمهنية، خاصة وإنها تمتلك إقتصاد قوي ولها ثقل سياسي وديبلوماسي على الصعيد الدولي.

خلال اللقاء تحدث سيويلى عن بعض من اوجه التشابه التأريخي بين كوردستان و كوريا من حيث تقسيم البلدين رغماً عنهم و الظروف الصعبة التي واجهتهم. ولكن مع ذلك، و رغم المشاكل و الصعوبات و التحديات، وبفضل الارادة القوية للشعبين، فإنهما إستطاعا تخطي هذه الصعاب، واصبحت كوريا احد الاقتصاديات المهمة و المتقدمة في العالم، وصاحبة مكانة قوية و متميزة بين دول العالم. لذلك فإن الشعب الكوردي في إقليم كوردستان يتطلع إلى الاستفادة من التجارب الغنية للشعب الكوري الجنوبي وفي كافة المجالات، لكي تستطيع هي أيضا النهوض والتقدم و تقديم الافضل لشعب كوردستان.

في جانب آخر من اللقاء، أشاد سيوةيلى بالتقدم التكنولوجي لكوريا الجنوبية و الاستفادة من هذه التكنولوجيا في تحديث عمل المؤسسات الحكومية و تقديم الخدمات بشكل أفضل و أسرع لمواطنيها، لذلك فإن إقليم كورستان يتطلع إلى الاستفادة من خبرات كوريا الجنوبية في هذا المجال المهم، وذلك بهدف تقليل الروتين في المؤسسات الحكومية و تحسين الخدمات المقدمة  لمواطني إقليم كوردستان بما يلبي آمالهم و تطلعاتهم وتوفير المستوى المطلوب من الرفاهية لهم.

في جانب آخر من اللقاء، تم الاشارة من قبل مسؤول مكتب العلاقات الخارجية للحزب الديمقراطي الكوردستاني إلى مستوى التجارة بين إقليم كوردستان و كوريا الجنوبية، و حث السيد سيوةيلى اثناء اللقاء الجانب الكوري،  بتقديم تسهيلات اكثر للتجار الكورد لزيارة كوريا الجنوبية والذي سيساهم في تعزيز العلاقات التجارية  و إستيراد البضائع الكورية عالية الجودة إلى أسواق الاقليم وتشجيع الاستثمارات ايضاً.

فيما يخص الوضع السياسي الداخلي في إقليم كوردستان، تحدث السيد سيويلي عن العلاقة بين الاحزاب السياسية في إقليم كوردستان والمحادثات الجارية بين الاطراف السياسية وضرورة  إستمرارها، على الرغم من الاختلافات الموجودة بين الاطراف، لان هذه اللقاءات سوف تساهم في تسهيلالتقارب في وجهات النظر بين الاطراف السياسية، و خاصة فيما يخص إجراء الاستفتاء في هذا العام، والذي يحظى بتأييد اغلبية القوى السياسية إضافة إلى المكونات القومية و الدينية و المذهبية المختلفة في الاقليم. إن إجراء الاستفتاء حول مصير الشعب الكوردي في كوردستان العراق و الذي كان مبادرة الرئيس مسعود البارزاني، سوف يشكل الخطوة الاولى نحو صياغة شكل العلاقة المستقبلية بين إقليم كوردستان و بغداد، وكذلك تعتبر الخطوة الاولى لإستقلال إقليم كوردستان.

في جزء آخر من اللقاء،  تحدث سيويلي عن العلاقة بين اربيل وبغداد، وأشار إلى التعاون و التنسيق العسكري المشترك فی عملية تحرير الموصل بين قوات البيشمركة و الجيش العراقي.و تأسف من عدم التمكن من الاستفادة من هذاالتعاون العسكري القوي، وإن الحكومة العراقية ماضية في سياساتها العدائية تجاه الاقليم،  وخاصة إستمرارها على قطع ميزانية الاقليم منذ ٢٠١٤ حتى الان،  واليوم نسمع بأن هناك محاولات لقطع حصة الاقليم من الادوية أيضآ.

فيما يخص مسالة النازحين و اللاجئين المتواجدين في إقليم كوردستان، قال السيد سيوةيلى بأنه على الرغم من إستضافة إقليم كوردستان لما يقارب المليونين، فأن الأستقطاع المتعمد لميزانية إقليم كوردستان من قبل حكومة بغداد،  زاد العبء على كاهل حكومة إقليم كوردستان، وكان له الاثر السلبي الكبيرعلى إقتصاد كوردستان و مستوى تقديم الخدمات للمواطنين و النازحين. إن هذه السياسات العدائية لبغداد أثر بدوره سلبياً على العلاقات السياسية بين الجانبين الكوردستاني و العراقي. لذلك نناشد المجتمع الدولي بتقديم مساعدات اكثر لإقليم كوردستان، وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها الاقليم.

من جانبه شكر السيد بارك يونك كيو السيد سيوةيلى لحفاوة الاستقبال و إتاحة فرصة هذا اللقاء، وتحدث عن اهمية  العلاقات و مستوى التنسيق و التعاون بين الجانبين الكوردستاني و الكوري، واكد بأن كوريا الجنوبية حكومةً و شعباً تتفهم الصعاب و المعاناة التي تواجهها شعب إقليم كوردستان، لانهم ايضا مروا بظروفٍ مشابه في السابق، وهذا كان له الدور في تشجيع حكومة كوريا الجنوبية لتقديم المساعدات إلى إقليم كوردستان، وسوف تستمر على هذا النهج. و أشار السيد بارك يونك كيو إلى فتح مركز تدريبي في اربيل بهدف تطوير و تحديث العمل المؤسساتي للحكومة في إقليم كوردستان.

في ختام اللقاء اعتبر السيد بارك يونك كيو القنصل العام لجمهورية كوريا الجنوبية، إن إستمرار المحادثات والحوار و التنسيق الدائم  بين الاطراف الكوردستانية ضرورياً، لتنظيم العلاقات على الصعيد الداخلي وكذلك مع الخارج، وقال "حتى لو كان هناك خلافات بين الاطراف، وهذا شيء طبيعي بدون شك، ولكن الاهم هي المحافظة على المصالح المشتركة". وفي نهاية حديثه،  أكد السيد بارك يونك كيو بأن حكومة كوريا الجنوبية سوف تستمر في تقديم المساعدات و سوف يكون لهم دور في اعادة إعمار كوردستان العراق.