 
            وألقى الرئيس بارزاني كلمة أمام الحضور، أشار فيها إلى أول انتخابات جرت في إقليم كوردستان عام 1992، مؤكداً أن الحزب الديمقراطي الكوردستاني كان "الأول في جميع الانتخابات"، وأن موضوع الانتخابات وصوت الشعب يعتبر "مبدأً بالنسبة للديمقراطي الكوردستاني، فالحزب يؤمن بصوت الشعب".
وتحدث عن العراق ما بعد العام 2003، وصرح قائلاً: "العراق الجديد تأسس على مبادئ الشراكة والتوازن والتوافق، لكن هذه المبادئ لم تطبق وانتُهك الدستور. ولو طُبق الدستور لما حدثت المشاكل القائمة حالياً". كما أكد على أنه "لا ينبغي أن يكون العراق بيد أي طرف تحت مسمى الأغلبية، بل يجب أن يكون لنا جميعا، وأن يكون لكل فرد مكانته وحقوقه في هذا البلد."
الرئيس بارزاني أشار إلى روح التسامح لدى شعب كوردستان وأخلاقه الرفيعة وإنسانيته، وذكّر الحاضرين بأنه "بعد كل ذلك الظلم والإبادة الجماعية التي تعرض لها شعب كوردستان، أظهروا أقصى درجات الأخلاق والتسامح خلال انتفاضة عام 1991. ففي الوقت الذي وقع فيه فيلقان من الجيش العراقي في أيدي الشعب، لم يُقتل أو يُعذب أي جندي منهم. بل على العكس، تم تقديم الخدمة لهم وإعادتهم إلى مناطقهم، وكانوا أحراراً في البقاء أو المغادرة. وهذا فخر لشعب كوردستان، وقد اتضح للعالم أجمع أننا شعب متحضر ومسالم وإنساني وحيّ".
وأكد على أهمية الوحدة والاتفاق، مبيناً: "إذا كنا متحدين ومتفقين، فلن تستطيع أي قوة الوقوف في وجهنا. والمشاكل التي نواجهها حالياً هي نتيجة لعدم وجود الوحدة."
وفي جزء آخر من خطابه، أشار الرئيس بارزاني إلى مراحل إبادة شعب كوردستان من قبل الأنظمة العراقية المتعاقبة في القرن الماضي، والتي بدأت بإبادة الكورد الفيليين، ثم إبادة البارزانيين عام 1983، ثم حملة الأنفال الشاملة في كوردستان عام 1988، وكذلك مراحل قصف كوردستان بالأسلحة الكيميائية من 1987 إلى 1988، حيث كانت أكبر جريمة هي قصف حلبجة بالأسلحة الكيميائية.
كما ذكر إبادة الإيزيديين عام 2014 على يد تنظيم داعش الإرهابي، موضحاً: "على الرغم من كل هذا، فإن شعب كوردستان محب للسلام وقد تحمل كل هذا الظلم والاضطهاد، ومع ذلك فهو لا يزال ضد الحرب والعنف، ويحب دائمًا السلام وحل المشاكل بالطرق السلمية. ولكن إذا فرضوا علينا الحرب، فلن نقبل الظلم والذل أبدًا ولن نستسلم للظلم والدكتاتورية."
وفيما يتعلق بالعلاقات بين أربيل وبغداد، صرح الرئيس بارزاني قائلاً: "للأسف، لا تزال عقلية ظلم شعب كوردستان مستمرة من جانب بغداد، هم مستمرون في سياستهم، وحتى الآن يتبعون ذات السياسة تحت اسم قطع الرواتب، والتي لا تقل سوءاً عن الأنفال والقصف الكيميائي". مستدركاً "نؤكد لكم أنه لا أحد يستطيع كسر إرادتنا بالرواتب أو بأي شيء آخر، وفرض نفسه علينا."
ونوّه إلى ثقافة التعايش في كوردستان، مؤكداً على ضرورة الحفاظ على هذه الثقافة وأنه "يجب ألا تؤثر الخلافات بين الأحزاب السياسية على التعايش والعلاقات الاجتماعية".
كذلك تحدث عن الحرب النفسية والاجتماعية وحرب المخدرات التي تُشنّ ضد شعب كوردستان، لافتاً إلى أنه "تُبذل الجهود للقضاء على مشاعر الانتماء لدى الفرد الكوردستاني"، مؤكداً على "ضرورة منع ذلك".
وشدد على ضرورة مكافحة المواد المخدرة ، موضحاً أن "المخدرات مسألة خطيرة للغاية، وهناك برامج ممنهجة لنشرها بهدف تدمير المجتمع الكوردستاني، لذلك يجب أن نمنع هذا الخطر بدقة وصرامة."
الرئيس بارزاني تحدث للحضور عن الإنجازات والمشاريع الاستراتيجية في إقليم كوردستان والتي تعمل عليها حكومة الإقليم والتي لها أهمية كبيرة لحاضر ومستقبل كوردستان وشعبها. حيث أكد على وجوب أن "نعتمد على أنفسنا من خلال بناء البنية التحتية والمشاريع الاستراتيجية."
وفي ختام كلمته قال: "لدينا بلد وأرض غنية، وهناك بدائل أقوى من النفط وهي الزراعة والسياحة والصناعة"، لافتاً إلى أهمية وضرورة حماية المياه وبناء السدود والبرك التي لها فوائد جمة لإقليم كوردستان من حيث تخزين المياه وحمايتها مستقبلاً.